البرنامج التربوي الرسالي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل مايتعلق بالبرنامج التربوي الرسالي لحركة التوحيد والإصلاح المغربية.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مواصفات الخطاب الدعوي عند حركة التوحيد والإصلاح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
chakir
Admin
chakir


ذكر عدد الرسائل : 37
تاريخ التسجيل : 21/03/2008

مواصفات الخطاب الدعوي عند حركة التوحيد والإصلاح Empty
مُساهمةموضوع: مواصفات الخطاب الدعوي عند حركة التوحيد والإصلاح   مواصفات الخطاب الدعوي عند حركة التوحيد والإصلاح Emptyالأحد مارس 23, 2008 6:27 pm

مواصفات الخطاب الدعوي عند حركة التوحيد والإصلاح




(مقتطف من الرؤية الدعوية)






alislah.ma

إذا كان الخطاب الدعوي ـ من حيث مواصفات ـ قد يختلف بحسب الداعي والمدعو وبحسب البيئة والظروف القائمة والعابرة، وحسب الوسيلة المعتمدة، فإن ذلك لا ينفي وجود مواصفات عامة ومشتركة بين جميع الحالات أو أغلبها، نعرض فيما يلي لعنصر مهم من مواصفات هذا الخطاب:



خطاب إيجابي:

ونعني بالإيجابية الانطلاق من حسن الظن بالناس وتغليب الأمل والتفاؤل والرجاء وتجنب اليأس والتيئيس، وفي الحديث: (من قال هلك الناس فهو أهلكهم)، فالخير باق كثير، والاستعداد له أكثر، وباب التوبة يسع الناس جميعا، ورحمة الله وسعت كل شيء.



فلا ينبغي للقائم بالدعوة أن يعتقد بأحد من الناس أنه لا أمل فيه أو لا خير يرجى منه، أو أنه ميئوس منه حالته، أو بعيد عن الهداية والاستقامة، والميئوس منه لا يعلمه إلا الله، وليس من شأننا أن نحكم على مصائر الناس، بل شأننا أن نظن الخير ونرجو ونتوقع الخير، وما سوى ذلك فأمره إلى الله (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين) القلم 7.



ونهى القرآن الكريم المسلمين عن إساءة الظن بالناس وأمر بحملهم على ظاهرهم ما داموا يشهدون أنهم مسلمون فقال: (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا) النساء 94.



قال الجصاص في تفسير الآية: (فحكم تعالى بصحة إيمان من أظهر الإسلام وأمرنا بإجرائه على أحكام المسلمين وإن كان في المغيب على خلافه).



وفي سبب نزول الآية ذكر أن سرية النبي صلى الله عليه وسلم لقيت رجلا ومعه غنيمات له فقال: السلام عليكم، لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقتله رجل من القوم، فلما رجعوا أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: لم قتلته وقد أسلم؟ فقال: إنما قالها متعوذا من القتل. فقال: هلا شققت على قلبه؟ وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ديته إلى أهله ورد عليه غنيماته".

وعن سعيد بن جبير فيما أورده ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم) النساء 94، قال: (لم تكونوا مؤمنين فمن الله عليكم أي تاب عليكم).

ومن مستلزمات ذلك الإصرار على متابعة الدعوة وعدم اليأس من المدعوين أو الاكتفاء بالبلاغ الأول، كما ورد عن نوح عليه السلام في القرآن الكريم: (قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا، فلم يزدهم دعائي إلا فرارا. وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا، ثم إني دعوتهم جهارا. ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا، فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا..) نوح 5 ـ 11.



ومن مقتضياته أيضا الحرص على تبليغ الدعوة رغم كل ما قد يظهر من حال المدعو من بعد عن الاستجابة. وفي بعث الله تعالى موسى وهارون إلى فرعون كما ورد في قوله تعالى: (اذهبا إلى فرعون إنه طغى، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) طه 43-44، دلالة على عدم اليأس من أحد أحد من المدعوين مهما كانت حاله، والإصرار على تبليغ الدعوة بما يستلزم من رفق ولين في الخطاب.

ومن مقتضياته أيضا أنه ليس لأحد ـ ولو كان من الدعاة والفضلاء ـ أن يجعل نفسه فوق الناس أو أفضل منهم، وإن كانوا يظهرون له في حالة من الغفلة أو الجهل أو المعصية. فخفايا الناس وضمائرهم علمها عند الله. وكذلك عواقبهم وخواتمهم، وعواقبنا وخواتمنا عند الله، ومآلاتنا الأخروية عند الله. فمن اللازم إحسان الظن بالناس وإحسان الظن بربهم فيهم، ومخاطبتهم على هذا الأساس، والله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن) الحجرات 11، وفي الحديث الشريف، "عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رب أشعث مدفوع الأبواب لو أقسم على الله لأبره" (رواه مسلم).



والداعية الذي يرى نفسه أفضل من الناس أو أن منزلته خير من منزلتهم، أو ينظر إلى الناس بعين التحقير والانتقاص، هذا الداعية يوجد على شفا هلكة إن لم يراجع نفسه ونظرته إلى نفسه وإلى الناس. ومن حكم بن عطاء الله السكندري: (لأن تصحب جاهلا لا يرضى على نفسه خير من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه).

ومن الإيجابية أيضا إعطاء الأولوية للبحث عن جوانب الخير في المدعو لتنميتها لأن الأمر بالمعروف مقدم على النهي عن المنكر في التدرج بالمدعو نحو مزيد من التزكية.

2007/4/5





حركة التوحيد والإصلاح

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مواصفات الخطاب الدعوي عند حركة التوحيد والإصلاح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البرنامج التربوي الرسالي :: الصفحة الرئيسية :: مكون دروس البرنامج :: الفقه الحركي-
انتقل الى: