البرنامج التربوي الرسالي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل مايتعلق بالبرنامج التربوي الرسالي لحركة التوحيد والإصلاح المغربية.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 زاد الداعية إلى الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Badr Farghali




ذكر عدد الرسائل : 1
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 14/02/2011

زاد الداعية إلى الله Empty
مُساهمةموضوع: زاد الداعية إلى الله   زاد الداعية إلى الله Emptyالإثنين فبراير 14, 2011 9:00 am

الداعية عندنا هو كل مسلم ملتزم بدينه عالم به، وذلك لأن الله تعالى أخذ على كل من أعطاه علما، أخذ عليه ميثاقا بما أعطاه من العلم أن يبينه للناس و لا يكتمه كما قال تعالى: { و إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه.} (آل عمران 178)
وقال تعالى في السورة التي لو أن الله ما أنزل حجة على خلقه إلا هي لكفتهم ” بسم الله الرحمان الرحيم، والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات، وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر“ حيث جعل الله عز وجل الخسران من نصيب كل إنسان أبى الايمان، وصد عن الصالح من الاعمال، وكتم النصيحة عن أهل التقوى والاحسان.
وكيف يمكن أن يتصور التواصي بمنئى عن الدعوة إلى الله، فإن أعظم وصية يمكن أن يوصي بها إنسان إنسانا، هي أن يدعوه الله ويوصيه بتقواه عز وجل. وحتى لا أستطرد في التقديم أكثر مما فعلت فإنني أدخل في الموضوع مباشرة. فعندما أتحدث عن الزاد أيها الاخوة – زاد الداعية – فإني أقصد به ذلك الزاد الذي تحدث عنه ربنا عز وجل في سورة البقرة حيث قال: ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، و اتقوني يا أولي الألباب“(البقرة 197)، فزاد كل مسلم
هي تقوى الله عز وجل، هذه الزاد التي كررها الله عز وجل غير ما مرة في القرآن الكريم، و بأساليب مختلفة، فمرة آمرا، ومرة مثنيا على من قام بها ومرة أخرى مبينا لثوابه. أيها الاخوة الكرام ربما يقول القائل منكم لو أن أخانا عرف التقوى؟ و إني أقول التعريف الذي أثر عن طلق بن حبيب من أجمل التعاريف التي صادفتها حيث قال: [ التقوى أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله]. فجمع رحمه الله بين العلم، والعمل، واحتساب الثواب، و الخوف من العقاب فهذه هي التقوى. إذا كانت التقوى هي زاد المسلم فلا شك أن الداعية هو أولى الناس بالتحلي بهذه الصفة في السر والعلن، ونحن بحكم انتمائنا إلى تنظيم اختار أن يشتغل بالله جل وعلى هدفا و ذكرا واسترشادا واستهداءا، فنحن مجبرون على ان نكون نحن المنتجين للتقوى ونحن المصدرين لها. غير انه تبقى أمور خاصة بالداعية إلى الله أبدأ فأذكرها: الزاد الأول:
العلم: أن يكون الداعية على علم فيما يدعو إليه، علم صحيح من الكتاب و السنة لأن كل علم يتلقى من سواهما يجب أن يعرض عليهما. وهذا زاد مهم أيها الأخوة الكرام. حيث يلاحظ أننا بدأنا نزيغ عنه قليلا، فكثير منا بحكم حماسه وحسن نيته وتشبعه بمبدأ الدعوة أصبح يدخل لمجال الدعوة بشكل اعتباطي دون أن يتحقق من صحة الأحاديث التي يحتج بها، بل تجاوز الأمر هذا الحد ليصل إلى الخلط بين الآيات. و هناك منا يها الاخوة الكرام من يستعمل في دعوته بعض النظريات التي في محتواها و مضمونها تتعارض مع السنة أو مع القرآن أو آراء الفقهاء، والأخ لا يلقي لذلك بالا. وربنا عز وجل يقول لرسوله الكريم مرشدا له: ” قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين“ (يوسف 107). وأنا أريد من إخوتي الدعاة إلى الله أن نتأمل قوله تعالى ”على بصيرة“ أي على بصيرة في ثلاث أمور:

على بصيرة فيما يدعو إليه: بمعنى أن يكون عالما بالحكم الشرعي فيما يدعو إليه
على بصيرة في حال الدعوة: هذا الأمر نستنتجه من وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن حيث قال له: ”إنك ستأتي قوما أهل كتاب“ وما إشارته صلى الله عليه وسلم هذه، إلا دليل على أن معرفة الداعية لحال المدعو ومستواه العلمي، ومستواه الجدلي، شرط أساسي في دعوته، حتى يكون على أهبة الاستعداد للمناقشة و المجادلة بالتي هي أحسن.

على بصيرة في كيفية الدعوة: هنا يحضرني قوله تعالى: ” أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن“ (النحل 125) هنا دعوة من الله عز وجل لكل الدعاة بالنظر والقياس في نتائج الدعوة قبل الدعوة، و أن يتريثوأ و يكونو حكماء في معالجة الاختلالات وفي التعامل مع المدعوين. عندما نقول أنه يجب على الداعية أن يكون عالما أولا، لايعني أنه يجب أن يقطع شوطا مهما في العلم، ثم بعدها يقوم بواجب الدعوة. ولكن المعنى هو أن المسلم لايدعو إلا بما يعلم فقط ولا يتكلم بماا لا يعلم.
الزاد الثاني:
أن يكون الداعية صابرا على دعوته: إخوتي في الله إن التميز في أي مجال يخلق لصاحبه مجموعة من الاصطدامات ومجموعة من المشاكل و الاختلافات مع محيطه، فكيف إذا كان هذا التميز يستلزم منك أن تدعو من حولك إلى أن يكونوا متميزين مثلك، فلاشك ان هذا سيكون أشد وطأة عليك، إذن فهذا يتطلب أتكون صابرا على ما تدعو إليه، مثابرا لاتمل و لاتكل وهكذا سيكون لك أجران: أجر الصبر، والعاقبة لك في الدنيا. إستمع إلى قوله تعالى: ” تلك من أنباء الغيب

نوحيها إليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين.“ (هود 49) ويقول تعالى في سورة الفرقان: ” وكذلك جعلنا لكل نبيء عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا وكفى بربك نصيرا“ (31) . هذا يقودنا إلى ان نستنتج أن لكل دعوة حقة، لابد أن يكون لها معارض، لابد ان يكون لها ممانع، ومجادل فيها ومشكك، و إلا فماحاجة أن تكون هناك دعوة إذا اتفق الجميع على فكر معين. والقرآن مليء بالأمثلة التي تبين ما تعرض إليه الرسل والأنبياء والمصلحين من معارضة و أذى.

ولكنهم ما وهنوا وما استكانوا وما ضعفوا. لأن حياة الداعية في الحقيقة ليس معناها أن تبقى روحه في جسمه فقط بل أن تبقى مقالته حية بين الناس. وقبل أن أختم هذه النقطة أريد أن أذكر قصة أبي سفيان مع هرقل وقد كان سمع بمخرج النبي صلى الله عليه وسلم، دعا أبا سفيان فسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن ذاته ونسبه وما يدعو إليه وأصحابه، فلما أخبره أبو سفيان عما سأله قال هرقل: ( إن كان ما تقول حقا فسيملك ما تحت قدمي هاتين.).

فقال أبو سفيان لقومه لما خرج : (لقد أمر أمر ابن أبي كبشة إنه ليخافه ملك بني الأصفر) و أمر بكسر الميم يعني عظم ومنه قوله تعالى: ”لقد جئت شيءا إمرا“ بمعنا عظيم. وقد ملك صلى الله عليه وسلم ما تحت قدمي هرقل بدعوته لا بشخصه، لأن دعوته اتت على هذه الأرض واكتسحت الأوثان والشرك و أصحابه وملكها الخلفاء الراشدون بعد النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته.

الزاد الثالث: الحكمة
وما أمر- بتضعيف الراء- الحكمة على غير ذي الحكمة. الدعوة غلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ثم الجدال بالتي هي أحسن لغير الظالم، ثم الجدال بما ليس أحسن للظالم، فالمراتب إذن أربعة. قال تعالى: ” أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن“ وقال تعالى: ” لاتجادلو أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلمو منهم“.

و إن الحكمة هي إتقان الأمور وإحكامها بأن تنزلها منازلها وتوضع في مواضعها. وليس من الحكمة أن تتعجل وتريد من الناس أن ينقلبوا عن حالهم التي هم عليها. فقد تدرج التشريع، وتدرجت الأحكام بحسب أحوال الناس.

الزاد الرابع:
أن يتخلق الداعية بالأخلاق الفاضلة: بحيث يظهر عليه أثر العلم في معتقده، وفي عبادته، وفي هيئته، وفي جميع مسلكه حتى يمثل دور الداعية إلى الله. فعلى الداعية أن يكون متخلقا بما يدعو إليه من عبادات أو معاملات أو أخلاق وسلوك حتى تكون دعوته مقبولة. فقد كان صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشي على الأرض، أثناء دعوته وكان الصادق الأمين الورع الحكيم قبل نبوته صلى الله عليه وسلم.
أيها الاخوة الكرام يجب ان نقف أمام انفسنا وقفة تأمل و نظر وتمحيص لمذى مطابقة أقوالنا ودعواتنا لأخلاقنا وسلوكاتنا، فإن الكثير منا يفعل خلاف ما يدعو إليه، وهذا خلل كبير يصد الناس عن الاستماع إليك، ويقف حائلا بينك وبين نجاح دعوتك. أيها الاخوة الكرام إني أريد من كل داعية، من كل من انتمى لهذا التنظيم الذي يشتغل بالله أن يكون هو المنتج لتزكية وهو المصدر لها لا أن يكون داعيا لها ولسان حاله بمنئى عنها

الزاد الخامس:
أن يكسر الداعية الحواجز التي بينه وبين الناس:
ولنا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي جاءت دراسته في البرنامج الرسالي: ” المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لايخالط الناس ولا يصبر على أذاهم“ فالمخالطة أحبتي في الله شيء ضروري في نجاح الداعية وخاصة أنها تمكنه من معرفة أحوال الناس والتقرب منهم ومشاركتهم في همومهم،

ومعرفة مكمن الخلل فيهم. كما أنها تخلق الثقة بينه وبينهم. كما أحب أن أنبه أخوتي على أنه في بعض الأحيان هناك من الأخوة من إذا رأى سلوكا يمقته أوتصرفا لا يليق صدر من بعض إخوانه فإنه يبتعد عنهم ويقاطعهم بل ينزل فيهم سبا وشتما. بل قد يقوده الأمر إلى التخلي عن المشروع وعن الحضور للمجالس التربوية. وهذا خطأ فمن الأولى ان ندعو بعضنا بعضا ويصلح بعضنا الاخر.

فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخالط المشركين وهم نجس، ويدعوهم ويجالسهم ويناقشهم. وقد أثر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ”ألا أحد يحملني حتى ابلغ كلام ربي فإن قريشا منعتني ان ابلغ كلام ربي“ فإن كان هذا دأب إمامنا وقدوتنا فإنه من الواجب علينا أن نكون مثله في الدعوة إلى الله.

الزاد السادس:
أن يكون قلب الداعية منشرحا لمن خالفه:
وخاصة إذا علم أن الذي خالفه حسن النية و انه لم يخالفه إلا بمقتضى قيام الدليل عنده، فإنه ينبغي للأخ أن يكون مرنا في هذه الأمور وأن لا يجعل كم الخلاف مثارا للعداوة والبغضاء. وهناك مسائل فرعية يختلف فيها الخوة وهي في الحقيقة من ما وسع الله فيه على عباده. إذن فلا يجب أن نجعلها مصدرا للعداوة والاختلاف بيننا فكل على حسب ما أوصلته غليه قناعاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زاد الداعية إلى الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البرنامج التربوي الرسالي :: الصفحة الرئيسية :: مكون دروس البرنامج :: تحديات أمام الدعوة و العمل الإسلامي بالمغرب-
انتقل الى: