يطلع علينا بعد أيام قلائل ما يسمى بعيد الحب، والذي تحتفل به شريحة لا بأس بها من الشباب، ونحن في إدارة الحملة نسعد بل ونشجع كل مناسبة يكرم فيها شخص أو يحتفل بمناسبة أو سلوك..
فنحن نعتبر الحب عاطفة جياشة لاتستقيم الحياة بدونها، فلولا حب الوالدين لما استقر الأبناء، ولولا حب الإنسان لوطنه لما عمر ولا شيد ولا بنى، ولولا حب الزوجين لما كان الدفئ والمودة في الأسر، ولولا حب رسول الله صلى اله عليه و سلم لنا لما صبر و لاجاهد ليوصل لنا هذا الدين، وقبل هذا وذاك لولا حب الله لعباده لما رزق ولا أعطى ولاغفر ولا ستر ولا رحم.
إنه خلق رفيع و عاطفة نبيلة ولكن هلا سألنا أنفسنا بعض الأسئلة في مثل هاته المناسبات:ما قصة عيد الحب هذه، وماعلاقة ذلك بثقافتنا و قيمنا؟
ما حكم الإسلام في الاحتفال بهذه المناسبات؟
ما هي الشعائر التي تمارس في هذا اليوم؟
هل عاطفة الحب محدودة بيوم معين أم أنها إحساس غير مرتبط بالزمان و المكان؟
كيف نرضى أن يقزم معنى الحب حتى صارلايعبر إلا عن العاطفة بين الشاب والشابة، بل و أصبح في حالات عديدة يعبر عن علاقات محرمة قد تصل إلى حد الزنا؟
إن ديننا الحنيف لا يرفض هذه العاطفة حتى بين الفتاة والفتى، ولكنه يحيطها بسياج الاحتياط والوقاية حتى تتهيء ظروف التعبير عنها في إطارها الشرعي وهو الزواج.
إن شبابنا يحتاج إلى أن يطرح بعض الأسئلة اتجاه مسألة الحب: من أحب؟ ولماذا أحب؟ وكيف أحب؟ وماهي نتائج هذا الحب؟.....
أي أبنائي، إن الحب الحقيقي لابد له من شروط: وفاء ومسؤلية واحترام ونكران للذات، فهل حب الشباب في هذه الأيام يتحقق فيه ولو شرط واحد من هذه الشروط؟؟
نعم للحب السامي...
ولكن لا لحب الغريزة والمتعة العابرة..
نعم للعاطفة الطاهرة.....
ولكن لا للعاطفة التي تذبح العرض و الشرف
نعم للإحساس النبيل ...
ولكن لا لإحساس تكون نتيجته الألم والآهات و الويلات
أيها الأحباب، أملي أن نقاطع مثل هاته المناسبات، وأن لانكون إمعة (مقلدين) إذا أحسن الناس أحسنا و إذا أساؤوا أسئنا.
وفي الأخير ندائي
للفتاة ....كوني لؤلؤة ولا تكوني وردة
للفتى ....كن حارسا و لا تكن ذئبا
الدكتورة فدوى توفيق