البرنامج التربوي الرسالي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل مايتعلق بالبرنامج التربوي الرسالي لحركة التوحيد والإصلاح المغربية.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العلاقة الزوجية.. . كيف عالجها الإسلام؟ رشيد لخضر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الله

عبد الله


ذكر عدد الرسائل : 17
تاريخ التسجيل : 24/03/2008

العلاقة الزوجية.. . كيف عالجها الإسلام؟ رشيد لخضر Empty
مُساهمةموضوع: العلاقة الزوجية.. . كيف عالجها الإسلام؟ رشيد لخضر   العلاقة الزوجية.. . كيف عالجها الإسلام؟ رشيد لخضر Emptyالأحد مايو 11, 2008 4:57 am

العلاقة الزوجية.. . كيف عالجها الإسلام؟


العلاقة الزوجية ذلك الرباط المتين، والميثاق الغليظ، الذي ينبني على التراحم والتساكن، ومن مقاصده التناسل والتكاثر، لكن قد يعكر صفو هذه العلاقة خلافات في بعض الأحيان تصل إلى الشقاق والطلاق، فما هي أسباب إذكاء الخلاف وإشعال نار النزاع بين الأزواج؟ وهل يعتبر الطلاق دائما حلا نهائيا لحل الخلافات الزوجية؟ وهل يمكننا أن نتصور أسرة ناجحة تخلو من الخلافات؟ وما هي رؤية الإسلام لهذه الخلافات وكيف يرى معالجتها؟
"التجديد" انتقت عينة من النماذج لتسأل عن أهم أسباب الخلاف بين الأزواج وكيف يتعاملون معها، لتنقل ذلك إلى علماء مختصين ليدلوا برأيهم في الموضوع.

نماذج

يذكر أن أسباب الخلافات الزوجية كثيرة ومتنوعة، بعضها يرجع إلى الرؤى والمناهج والأهداف، وبعضها الآخر يرجع إلى الطبائع والأمزجة؛ لذلك فإن النماذج التي سنتوقف عندها تعطينا صورة تقربنا إلى مظاهر اختلاف الأزواج وآراؤهم واقتراحاتهم للتقليل منها.
"فاطمة" 37 سنة موظفة، ترى أن أهم الأسباب التي تجعل الخلاف يتسع بين الزوج والزوجة هو عدم التعاون بين الطرفين، فليس الإهمال في رأيها يرتبط بالمرأة فقط؛ بل على الرجل أيضا تضيف "فاطمة" ألا يترك كل شؤون البيت على مسؤولية المرأة وحدها، لذلك فإن مساعدة وتعاون الزوجين كفيل بضمان حياة زوجية تقل فيه الخلافات الزوجية.
"عائشة" 48 سنة ربت بيت، رأت أن توفير جو هادئ في البيت والاهتمام بالأبناء يسعد الزوج ويجعله غير متعصب؛ لذلك ينبغي على المرأة تضيف عائشة أن تهتم بأمر بيتها بالدرجة الأولى؛ لأن لها الدور الأكبر في تحقيق التوازن داخله.
"عبد السلام" 44 سنة موظف، يرى أن العلاقة الزوجية من الطبيعي أن تظهر فيها بعض الخلافات، لكن الإيجابي هو كيفية السيطرة على هذه الخلافات قبل أن تؤدي إلى ضياع الأسرة، ومن هنا يقترح "عبد السلام" إتاحة مساحة كافية للحوار والمناقشة بين الأزواج حتى يتفقا على الأهداف والمناهج وكيفية تدبير الخلاف عند وقوعه.
"سعيد" 36 سنة معلم، يرى أن خروج المرأة إلى العمل وإهمالها بيتها سبب للرجل متاعب كثيرة ومن بينها عدم اهتمامها بالأبناء مما يجعل الرجل يرتبك خصوصا إذا كان لا يجد الوقت للجلوس مع أبنائه، ف" سعيد" يلقي باللوم على الزوجة؛ لأن هذا يؤدي في نظره إلى توسيع رقعة الخلاف بين الزوجين.
"سناء"26 سنة طالبة، رأت أن الكذب في العلاقة الزوجية أهم أسباب الخلاف، ثم التركيز على الأشياء المادية دون إعارة الاهتمام إلى المشاعر الإنسانية، لذلك تنصح "سناء" ببحث أوجه الاتفاق والتفاهم بين الزوجين والعمل على تقويتها، ومعرفة أوجه الاختلاف والعمل على تقليلها،ثم إنها لا ترى أن هناك علاقة زوجية على وجه الأرض تخلو من الخلافات الزوجية.

أسرة مثالية لا توجد

يؤكد حسن قرنفل أستاذ في علم الاجتماع على أنه لا توجد مشاكل موحدة بين الأزواج، فإذا قمنا يضيف قرنفل بمحاولة التصنيف فإننا سنجد عددا كبيرا من النماذج، فكل أسرة لها مشاكلها الخاصة بها تتطلب من الزوجين معالجتها بحكمة وتبصر، البعض يرى بأن الزوجة التي تشتغل خارج البيت قد تطرح بعض المشاكل نتيجة غيابها عن البيت، والإهمال الذي يلاحظ داخل البيت أثناء غيابها، وعلى العكس من ذلك نرى أنه بالنسبة للأسر التي تكون فيها الزوجة لا تشتغل يكون هناك ضعف مادي عند الرجل، ومن ثم فإن الرجل يطلب من المرأة أن تكف على مطالبها المادية بدعوى عد وجود موارد مالية ضرورية، بصفة عامة المشاكل التي تطرح داخل الأسرة مختلفة ومتنوعة، لكل أسرة مشاكل متميزة عن مشاكل أسرة أخرى، فالمطلوب من كل أسرة أن تفكر في حلول تناسب وضعها سالكة أسلوب التوفيق للوصول إلى أوسط الحلول.
ومن ثمة يرى قرنفل أنه لا يوجد في العالم أسرة مثالية تخلو من الخلافات، لأن كل الأمور الطارئة في الحياة يمكن أن تشكل موضوع خلاف أو رؤية مختلفة بين الرجل والمرأة، وبالتالي هذا يمكن أن يتطور إلى نزاع أو خلاف حقيقي، أما الاعتقاد بأنه هناك أسرة مثالية لا يطرح فيها أي نوع من الخلاف أو المشاكل فهذا فيه كثير من المبالغة؛ وإنما الأمر الموجود هو أن أسرا تظهر فيها الخلافات بشكل علني وأخرى تتمكن من إخفاء هذه الخلافات ليس فقط عن الناس عموما بل حتى عن الأبناء وعن أقرب المقربين من الأسرة، فالخلافات بين الزوجين موجودة تكاد تكون طبيعية، والدليل على ذلك أن الأطفال يولدون في أسرة واحدة، ويلاحظ فيما بعد بأنهم يختلفون فيما بينهم وقد يصل الأمر بينهما إلى قطيعة أو نزاعات في المحاكم وغير ذلك.

الطلاق حل نهائي


وعند وجود الخلاف يرى قرنفل أنه ينبغي ضرورة التحلي بالتأدب حتى يكون الطلاق هو الحل النهائي، لأنه عادة بين الأزواج لا يجب البحث عن إخفاء أو إلغاء المشاكل والصعوبات، فهذا شيء لن يتحقق ولكن ما يجب أن يقع داخل كل أسرة حسب قرنفل هو أن يكون هنالك اتفاق يلتزم به الطرفان على سُبل ومناهج حل الخلافات التي تطرأ بينهما، وإذا اقتضى الحال الاحتكام إلى شخص أو مؤسسة هي التي يمكن أن تحكم بينهما في الخلافات الكبرى كأن يكون هنالك شخص داخل الأسرة يثق فيه الجميع ويمكن أن يعودوا إلى رأيه في الحالات القصوى، أما في الحالات الأخرى فيمكن أن يكون هنالك اتفاق على طريقة ومنهجية في حل الخلاف وكيف يُحل هذا الخلاف وهل التنازل يجب أن يأتي من هذا الطرف أو ذاك ؟، الأساسي إذن، هو وضع طريقة ومنهجية فعالة لتدبير هذا الخلاف وتحجيمه و ليس العمل على ألا يكون هنالك خلاف ، فهذا من باب المستحيل.

كيف يمكن التقليل من الخلافات؟

من الأمور التي ينبغي اتباعها للتقليل من الخلاف حسب قرنفل ينبغي الحرص قبل الزواج أن تكون الأمزجة مختلفة، فإذا كان الزوج والزوجة يتوفران كلاهما على مزاج حاد فإنه سيكون من الصعب عليهما أن يتوفقا في حياتهما الزوجية، ولكن إذا أراد ذلك فالمطلوب منهما بدل جهود كبيرة جدا، كأن يتفقا مثلا على تنازل دوري، أم أنه في حالة من الحالات على هذا الطرف أن يتنازل على أساس أنه في نزاع آخر الطرف الآخر يتنازل، فليس هناك حلولا سحرية، حتى في الدول المتقدمة التي يحصل فيها الأشخاص على ثقافة واسعة ومناهج بيداغوجية جيدة ؛ فإن نسبة الطلاق والخلاف بين الأزواج هي مرتفعة جدا؛ بل هي أكثر ارتفاعا مما نلاحظه في المغرب، الشيء الذي يعني بأن هذه الظاهرة هي ظاهرة كونية، وبأن السعادة الزوجية والاتفاق بين الزوجين يكاد يكون هو الاستثناء، أما الخلاف والصعوبات فهي القاعدة بالنظر إلى التحديات الكبرى المطروحة على الإنسان في واقعنا المعاصر.

أسس بناء أسرة متينة

حسب أحمد عزيوي دكتور في الدراسات الإسلامية يرى أنه إذا أردنا أن نؤسس أسرة مسلمة تكون متينة ومنسجمة متلائمة، تعيش سعيدة مطمئنة، مدى حياتها فلابد أن ننظر في صفات هذين الطرفين، وفي هذا يقول سبحانه وتعالى:"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"، أي خلق الأزواج من جنس واحد ، الزوج من جنس الزوجة، والزوجة من جنس الزوج ليسكن إليه وتسكن إليه، هذا معنى السكون، فالأسرة مؤسسة أساسا على المودة والرحمة، وقبل تحقيق هذه المودة والرحمة، دعينا في ديننا الحنيف إلى حسن الاختيار، فالله عز وجل أمرنا أن نختار وقد اصطفى وعلمنا أن نصطفي الأحسن والأفضل والأتقى ، ففي اختيار الزوجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تنكح المرأة لأربع لجمالها و لحسبها ولمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك" وكذلك بالنسبة للمرأة أمر وليها وحض وليها على أن يختار لابنته والزوج الصالح حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".

أركان التأسيس

و من أركان تأسيس أسرة متينة حسب عزيوي:
أولا الثقة: ينبغي على الرجل أن يثق في زوجته وأن تثق فيه، فإذا فقدت الثقة ضاع البناء وانهدم ووقع الشقاق والفراق،فالثقة مهمة؛ لأن الرجل والمرأة بينهما أسرار.
ثانيا: أن يفقه واقعها وأن تفقه واقعه، وأن يتزوج ويعقد عقد الزواج بناء على الواقع؛ لأنه إذا لم تفهم أسرته وعلاقاته وثقافته وعاداته وتقاليده فقد تفاجئ وتفصم هذه العلاقة وتوقف، وكذلك إن هو لم يعلم من هو أبوها وإخوانها وعائلاتها والعادات والتقاليد التي يعيشونها، والظرف الذي ربيت فيه وترعرعت فيه حتى لا يفاجئ؛ لأنه إذاما صدم بشيء لم يكن في الحسبان يؤدي إلى النفور والعداوة والبغض ثم الفراق.
ثالثا: ينبغي أن يعلم الشاب والشابة بأنه لا يجوز أن تؤسس الأسرة على الكذب والخيانة والخداع كما يفعل كثير من الشباب اليوم، وأيضا الصبر من كلا الطرفين لأنه حينما نقرأ عن المرأة الصالحة والمتدينة نظن بأن الفتاة التي أحبها وخطبها هي كذلك كما قرأ في الكتب وهذا جهل مركب، فلما يعقد عليها لا يجد فيها ما كان يقرأ في الكتب ويسمعه في الأشرطة والخطب والدروس ما يسمعه عن الصحابيات وأمهات المؤمنين، وهي كذلك عندما تقرأ عن الرجل الصالح الملتزم المتدين وتختار شابا مغربيا مثلا، فلما تعقد عليه تفاجئ بأن الصفات التي قرأتها في الكتب وسمعتها في الخطب والمواعظ غير موجودة فيه وربما أدى ذلك إلى التنافر والتباغض والتحاسد والفراق، فهذه أسس مهمة ينبغي أن نفهمها، كما ينبغي أن نفهم بأنه لابد من التعويل على الصبر، فلا علاقة زوجية بدون صبر و مصابرة.

وصفة سحرية لا توجد

حسب قرنفل ليس هناك وصفة سحرية لحل الخلافات الزوجية؛ لأنه أن يتعاشرا رجل وامرأة داخل أسرة ويقوما بمسؤولية تربية الأطفال، فهذا في حد ذاته ليس عملا سهلا، بل يتطلب تدريبا ورؤية معينة، وتجربة في الحياة لا تتوفر لكثير من الأشخاص، وحتى إن توفرت لديهم فإنها قد لا تكون كافية من أجل ألا تظهر الخلافات، لذلك يرى قرنفل أن ما ينبغي التنبيه عليه هو أن يكونا الزوجان مدركان على أن الصعاب والخلافات والمشاكل داخل الأسرة هي مسألة عادية وطبيعية، وبأنهما متشابهان مع كل الناس الآخرين، وأن الأساسي هو أن يعملا على أن يعيشا مع وجود الخلافات والصعوبات وليس أن يعملا على تذويب كل هذه الخلافات.

رشيد لخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العلاقة الزوجية.. . كيف عالجها الإسلام؟ رشيد لخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البرنامج التربوي الرسالي :: الصفحة الرئيسية :: مكون دروس البرنامج :: الأسرة المسلمة-
انتقل الى: