وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من نوقش الحساب فقد هلك ) فيتبـين مـن ذلـ ك أنـه لا نجـاة للعبـد
بذون الم غ فرة والعفو والرحمة . فمن حقق معرفة تل ك ا لأ مور عرف ان العمل وإن ع ظ م لا يستقل بنجاة العبد
ولا يستحق به على الله دخول الجنة ولا النجاة من النار . ھذا لمن كثر عمله وحسن فكيـف لمـن لـي س لـه
عمل كثير ولا عمل حسن لذا ينب غ ي أن ي شغ ل فكر ه في تقصير ه ويتوب من ذلـ ك . كـان وھيـ ب بـن الـورد إذا
س ئ ل عن أ ج ر عمل من العمل يقول لا تس أ لوا عن أ ج ر ه ولكن اس أ لو عما يج ب على من ھدي له من ال ش كر
عليه . فعن زيد بن ثابت مرفوعا ( لو عذب الله أهل سماواته و اهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم ولو رحمهم لكانـت
رحمته خير لهم من أعمالهم )
سفر الآخرة يقطع بسير القلوب لا بسير الأبدان فلابد إذا من الاجتھاد في الاحوال القلبية °
وقد أشار النبي ص لى الله عليه وسلم في ھذا الحديث إلى أن أح ب ا لأ عمـال إلـى الله مـا كـان علـى و ج ـه
السداد والإقتصاد والتيسير ذون ماكان على و ج ه التكلف والإ ج تھاد والتعسير قال( س..د g. קֱ.. و..ق َارِب קֱ.. و..اغ ْد קֱ.. و..ر קֱ.. קֱ..)
وقال أي ض ا في حديث آ خـر ( واكفلوا من العمل ما تطيقون فإن الله لايمل حتـى تملـوا ) والمـراد بالسـداد القصـد
والتوسط في العبادة فلا يقصر فيما أمر به ولا يتحمل منھا ما لا ي ط يقه .. لأ ن من سار فـي ط اعـة الله علـى
ط ريقة الاقتصاد والمقاربة قد يسبق الدائ ب والمجتھد في ا لأ عمال ف إ ن الإقتصاد في سنة خير مـن الإ ج تھـاد
في بدعة وخير الھدي ھدي س يدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن سل ك ط ريقه كان أقرب إلى الله من
غ ير ه ... وليست الف ض ائل بكثرة ا لأ عمال البدنية لكن بكونھا خالصة لله صوابا على متابعة السنة . ولھذا قـال
السلف ( ما سبقكم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكن في شيء وقر في صدره ) . ف أ ف ض ل النـا س مـن سـل ك ط ريقـة
النبي وخوا ص أصحابه في ا لأ قتصاد في العبادة البدنية والإ ج تھـاد فـي ا لأ حـوال القلبيـة ، فـ إ ن سـفر ا لآ خـرة
يق ط ع بسير القلوب لا بسير ا لأ بدان . قال بع ض ـھم ( ليس الشأن فيمن يقوم الليل ، وأنما الشأن فيمن ينام الليل على
فراشه ثم يصبح وقد سبق الركب ) قال ال ش اعر :
من لي بمثل سير ك المدلل تم ش ي رويدا وتجيء في ا لأ ول