البرنامج التربوي الرسالي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل مايتعلق بالبرنامج التربوي الرسالي لحركة التوحيد والإصلاح المغربية.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السنـة في حياتنا الدكتور محمد خروبات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
dakir

dakir


ذكر عدد الرسائل : 10
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/03/2008

السنـة في حياتنا الدكتور محمد خروبات Empty
مُساهمةموضوع: السنـة في حياتنا الدكتور محمد خروبات   السنـة في حياتنا الدكتور محمد خروبات Emptyالجمعة مارس 28, 2008 3:02 am

السنـة في حياتنا
نحـو فهـم صحيـح للسنـة النبويـة
الدكتور محمد خروبات
يقول الشيخ يوسف القرضاوي، حفظه الله تعالى: ''إن أزمة المسلمين الأولى في هذا العصر هي أزمة فكر، وهي في رأيي ـ يقول ـ تسبق أزمة الضمير، وأوضح ما تمثل فيه أزمة الفكر هي أزمة فهم السنة والتعامل معها، وخصوصا من بعض تيارات الصحوة الإسلامية، التي ترنو إليها الأبصار وتناط بها الآمال، وتشرئب إليها أعناق الأمة في المشارق والمغارب، فكثيرا ما أتي هؤلاء من جهة سوء فهمهم للسنة المطهرة) (كيف نتعامل مع السنة ص 27).
وإذا أردنا أن نضيف أشياء أخرى إلى هذا قلنا إن سوء الفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينتج عنه سوى الغلو والتقصير، فالمغالون حملوا قوله ما لا يحتمله، وفهموا عنه مسائل زائدة عن الحد، والمقصرون قصروا به عن مراده، ولم يستوعبوا ما قصده من الهدى والبيان، ولو أردت أن أمثل عن هذين الآفتين بشواهد وأمثلة لاستطردت، وأعتقد أن بعض أهل الحق ينكرون على الفاعل ذلك، ويعتقدون فيه الفضيحة لا النصيحة، والدناءة لا الشرف، والهبوط لا الصعود، وهو عندي ليس كذلك، لأن الخلل في الفهم هو أصل البدع والضلالات التي نشأت في هذا العصر، بل هو أصل كل خطإ في الأصول والفروع، وإذا انتشر الخطأ وأصبح صوابا، واشتهرت البدعة وأصبحت سنة، وعمت الضلالة وأصبحت استقامة توجب ـ من الناحية الشرعية ـ الرد عليها، والرد على البداعة فرض على من آنس في نفسه استعدادا لفعل ذلك، ومن الناحية الفكرية كل هذا داء ينبغي تشخيصه، والتشخيص قد يؤدي إلى التشريح، ولا يمكن إزالة الداء من عمق الذات إلا بالتشريح، والتشريح مؤلم، لكن بقاء الداء هو أكثر إيلاما! وهذا الذي نقرره هنا هو من حسن الظن بالعاملين بالسنة وبالمشتغلين بخدمتها، أما إذا أضيف إلى هذا سوء القصد، والغرور بالعلم، والدعوة إلى الذات، والتقيد بفكر الأشخاص، فإلى الله المشتكى!
وقد عالج العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله هذه الأزمة ـ أقصد أزمة الفهم ـ مستشعرا خطرها في عصره، يقول: (وهل أوقع القدرية والمرجئة والخوارج والمعتزلة والجهمية والرافضة وسائر طوائف أهل البدع إلا سوء الفهم عن الله ورسوله حتى صار الدين بأيدي أكثر الناس هو موجب هذه الأفهام! والذي فهمه الصحابة ومن تبعهم عن الله ورسوله فمهجور لا يلتفت إليه، ولا يرفع هؤلاء به رأسا (...)، حتى إنك لتمر على الكتاب من أوله إلى آخره، فلا تجد صاحبه فهم عن الله ورسوله مراده كما ينبغي في موضع واحد، وهذا إنما يعرفه من عرف ما عند الناس، وعرضه على ما جاء به الرسول، وأما من عكس الأمر، بعرض ما جاء به الرسول على ما اعتقده وانتحله، وقلد فيه من أحسن به الظن فليس يجدي الكلام معه شيئا، فدعه وما اختاره لنفسه، وعليه ما تولى، وأحمد الله الذي عافاك مما ابتلاه به.
لله دره، فكأن هذه الأزمة قد دبت إلى مجتمعنا الهالك فاستقرت فيه لتزيده هلاكا بعيبها وعيوبها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السنـة في حياتنا الدكتور محمد خروبات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البرنامج التربوي الرسالي :: الصفحة الرئيسية :: مكون دروس البرنامج :: جوانب من ثقافتنا الشرعية-
انتقل الى: