البرنامج التربوي الرسالي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل مايتعلق بالبرنامج التربوي الرسالي لحركة التوحيد والإصلاح المغربية.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أسرنا بين الخوف والرجاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أسماء

أسماء


انثى عدد الرسائل : 22
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 23/03/2008

أسرنا بين الخوف والرجاء Empty
مُساهمةموضوع: أسرنا بين الخوف والرجاء   أسرنا بين الخوف والرجاء Emptyالإثنين أبريل 07, 2008 1:35 pm

أسرنا بين الخوف والرجاء


بشرى نخلي
daawa.ma


مؤسسة الأسرة: ـ اختيار الزوج ـ اختيار الزوجة ـ ثمرة الزواج ومقومات صلاحهاـ كيف تؤمن على حياة أبنائك؟ ـ أسئلة هادية:

الحمد لله الذي خلق الإنسان فكرمه، وخلق له زوجه فحصنه، وجعل بينهما، مودة ورحمة، فكان لها سندا وكانت له سكنا، وكان لهما صدقة باقية ما زرعت التقوى وأحسنت التربية، والصلاة والسلام على خير الأزواج وسيد الآباء وأكرم الأجداد صلوات ربي وسلامه عليه فيه قال مولاه سبحانه: "الطيبون للطيبات" النور 26.
أما بعد:
فإن الأسرة كانت ولازالت وستبقى حتى يرث الله الأرض ومن عليها حلقة هامة ومهمة من حلقات المجتمع، بل هي النواة الحقيقية له والتي تتمخض عنها قوته وازدهاره أو تفككه واندحاره، لذا عني الإسلام عناية كبيرة بهذه النواة وحرص أشد ما يكون الحرص على سلامتها من العاهات، وتطهيرها من الأدران، وتحصينها ضد الأوبئة التي قد تهدد كيانها وتنخر أركانها.
ولا غرو أن أية أسرة إلا ولها ركنان أساسان عليهما تنبني، وبهما تنهض، فمتى كانت هاتان اللبنتان أو الركيزتان متينتين وقويتين سلم البناء واشتد عوده، ومتى ضعفتا رأيت ما بني ينهد وما شيد ينقض، ولا ترى للبركة حضورا ولا للخير ظهورا.
فما الأساسان المتحدثان عنهما؟ وما السبيل إلى سلامتهما؟

مؤسسة الأسرة:
إن الحديث أيها الإخوة هنا عن الزوجين، الشريكين اللذين يربط بينهما ذلكم الرباط المقدس وتلكم العلاقة الوطيدة.
أجل إن الركيزتين اللتان تم الحديث عنهما واللتان لا قيام لكيان أسرة رصينة الأركان ورشيدة الأفكار إلا بهما وبصلاحهما هما الزوجان.
إنهما أيها الأحبة أصلٌ وما ينتج عنهما فرع. يقول ربنا جل في علا ه: "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه و الذي خبت لا يخرج إلا نكدا " الأعراف 57. فتأسيس أسرة فاضلة الأخلاق عريقة المبادئ والأعراف لابد فيه من التريث وحسن التدبر عند الإقدام على هذا العمل الذي نحسبه هينا وهو عند الله عظيم.

أولا: اختيار الزوج
يقال أخطب لابنتك، هذا ليس عيبا ولا حراما إذا توفرت ضوابطه وتحرى فيه المرء المصلحة الحقيقية. فلقد عرض أبو بكر رضي الله عنه وهو من هو في الشرف والجاه والفضيلة ابنته حفصة رضي الله عنها وأرضاها على صحابيين جليلين هما الراشدان عمر وعثمان رضي الله عنهما، وشاء الله سبحانه أن تكون زوجا لخير البرية صلى الله عليه وسلم؛ وقد دأب على هذا عدد من الصالحين. والمعيار الذي يقاس به حسن الاختيار تجده في كلام رب العالمين وحديث خير المرسلين صلى الله عليه وسلم، يقول الباري جل في علاه:"وَََلَََََََََعَبد مؤمن خير من مشرك وَلَوَ اعجبكم" البقرة 219 . ويقول النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم:"إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" رواه الترمذي.
فالأمر واضح والإرشاد صادق، والدليل ما نراه حينما يغيب معيار الدين والإيمان، وهاهي أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها تقول في كلمات ذهبية: "النكاح رق فلينظر أحدكم أين يضع كريمته". وهاهو الحسن بن علي رضي الله عنهما يأتيه رجل يسأله:"إن لي بنتا، فمن ترى أزوجها له ؟ قال رضي الله عنه: "زوجها ممن يتقي الله، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها". وقال الإمام الغزالي في الإحياء: "والاحتياط في حقها أهم، لأنها رقيقة بالنكاح لا مخلص لها، والزوج قادر على الطلاق بكل حال، ومن زوج ابنته ظالما أو فاسقا أو مبتدعا أو شارب خمر فقد جنى على دينـــه وتعرض لسخط، الله لما قطع من الرحم، وسوء الاختيار ".
فعلى الولي أن يختار لكريمته، فلا يزوجها إلا لمن له دين وخلق وشرف وحسن سمت، فإن عاشرها عاشرها بمعروف وإن سرحها سرحها بإحسان.

ثانيا: اختيار الزوجة.
الزواج نعمة ومغنم، والحرص عليه من السنة، وهو شراكة بين الزوجين، ومزرعة للذرية التي هي زينة في الدنيا ومتاع ورفقة في الآخرة: "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريا تهم وما ألتناهم من عملهم من شئ.كل امرئ بما كسب رهين" الطور 19.
فلينظر أحدكم ما يرضاه له ربه ورسوله، ويسمو به دينه، وتصلح به ذريته، وترقى به أمته. والكلام هنا يجرنا إلى الحديث عن مسألة هي من الأهمية بمكان؛ إنها مسألة اختيار الزوجة الصالحة والمناسبة التي يشد بها الزوج أزره وتشركه في أمره.
فما السبيل إلى تحقيق ذلك؟ ما السبيل إلى اختيار رفيقة الدرب وشريكة العمر، وأم البنين والبنات ؟
الحمد لله الذي لم يخلقنا عبثا ولم يتركنا سدى، وأنار لنا سبيل الرشاد وحذرنا من الضلال فقال سبحانه: "ولأمة مومنة خير من مشركة ولو أعجبتكم " البقرة 219. فالأساس الذي يقوم عليه هذا الاختيار هو "الإيمان"؛ فالمؤمنة أمينة على المال والعرض والذرية، بل وحريصة أشد ما يكون الحرص على تنشئة جيل مؤمن صالح مصلح يخدم الدين والبلاد والعباد.إسمع أخي وفقك الله إلى أعذب الكلام وأصدقه، إسمع إلى نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم الحريص عليك من الزلل والنقمة، اسمع إلى رسول رب العالمين كيف يوجهك ويسددك، ففي الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم: "تنكح المرأة لأربع لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ". واحرص حفظك الله على المنبت الصالح والطيب لذريتك، حتى لا تكون ثمرة الزواج مرة وتجر عليك نتائج ضارة؛ فقد قال الصادق المصدوق عليه أزكى الصلاة و السلام :"تخيروا لنطفكم " أخرجه ابن ماجة والحاكم ، والمتمعن في قوله تعالى: "ذرية بعضها من بعض" آل عمران 34، يدرك تمام الإدراك أهمية التخير للنطف. وصدق القائل:
وهل ينتج الخطي إلا وشيجه ويغرس إلا في منابته النخل

ثمرة الزواج ومقومات صلاحها:

إن الرسالة لم تنته عند اختيار الزوجين، والمؤسسة لازال لم يكتمل بناؤها بعد، إذ لابد للبناء من زينة وزخرفة تضفي عليه جمالية ورونقا قال الحق جل في علاه:"المال والبنون زينة الحياة الدنيا" الكهف 45, فلو أسيئت زخرفة هذا البناء وشوهت زينته، لنفرت منه القلوب ولعافته الأذواق ولاشمأزت منه الأرواح. فحذار ثم حذار! الأبناء ثمرات الأفئدة وفلذات الأكباد لا تنبت إلا في مزرعة الآباء ولا تسقى إلا من حوض الأمهات. فمتى صلح المنبت صلح الذي ينبت فيه ومتى فسد ظهر الفساد في البر والبحر والجو.وما الأسرة إلا نواة المجتمع. فلا بد بعد صلاح الحضن من حسن التربية.
وحقيقة التربية في نظر الإسلام هي تنشئة الطفل وتكوينه إنسانا متكاملا من الناحية الأخلاقية بحيث يصبح في حياته مفتاحا للخيرمغلاقا للشر في كل الظروف والأحوال.
فمن معاني التربية التنمية أي تنمية الروح الأخلاقية ونزعات الخير في نفس المرء، وقد استعملت التزكية بهذا المعنى في القرآن الكريم: "قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها"الشمس 9. لأن التزكية تفيد التطهير والتنمية أو تقوية دوافع العمل الصالح كما يرى الإمام الفخر الرازي في تفسيره (ج 4 ص75).
والتربية كانت ضمن أهداف الإسلام، ومن ثم أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغا كما أرسل مربيا أيضا، قال تعالى:"كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم " البقرة 151
فبالله عليك أيها الأب، وبالله عليك أيتها الأم، أليست التربية هي رسالتكما السامية؟ أليس هؤلاء الأبناء رعيتكما؟ ألسنا كلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته؟ فهل وفيتما بالعهد؟ "إن العهد كان مسؤولا " الأعراف الآية 57

كيف تؤمن على حياة أبنائك ؟
- إجتنب الحرام فكل لحم نبت من السحت فالنار أولى به.
- كن صالحا يحفظ الله ذريتك:"وأما الجدار فكان ليتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما. وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك" الكهف الآية 81
- تقواك لله أمان لذريتك. وهذه هي النصيحة الجامعة المانعة:"وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديد" النساء الآية 9

أسئلة هادية:
هل أرضعت أختي ابنك حب الله ورسوله ؟ هل زرعت فيه أخي أخلاق الإسلام ؟ هل علمته القرآن ؟ هل أدبتماه بسيرة خير الأنام ؟ هل حذرتماه من الضلال ؟ هل أمرتماه بالصلاة لسبع ؟ بل هل ضربتماه عليها وهو ابن عشر ؟ - ما يقال عن الابن يقال عن البنت – بالله عليك أختي أين ابنتك من الحجاب ؟ بل هل أنت تلبسين هذا الحجاب ؟ هل دللتها على حقيقة عزتها وعلو قدرها ؟ هل حصنتها ضد كيد الكائدين وشراك المبغضين؟ هل نبهتها إلى ما يراد لها من طمس هويتها واندثار معالمها؟ هل حذرتها من الموضة الزائفة ومن العلاقات الخليعة ؟ هل قصصت عليها يوما سيرة فاطمة وخديجة؟ هل...؟ هل...؟هل...؟
والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أسرنا بين الخوف والرجاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البرنامج التربوي الرسالي :: الصفحة الرئيسية :: مكون دروس البرنامج :: الأسرة المسلمة-
انتقل الى: